الفنّان يوسف رحمة

   الفنان المعروف يوسف رحمه أصبح مغترباً مثلنا، أي أن الغربة ربحته بعد أن خسره الوطن، فهنيئاً لغربتنا به، وهنيئاً لفنّنا المهجري بصوت أثبت وجوده على امتداد خريطة الفن الشرقي في دولنا العربيّة. 
   علينا أن لا نكتفي بفرحة وجوده بيننا، بل يجب أن نؤمّن له الراحتين الفكريّة والفنيّة كي يعطي، وما أروعه حين يعطي.
   مرّة سمعته يغنّي، فوجدت أن الفرقة الموسيقيّة في وادٍ، وصوته في واد آخر، وفي نفس الوقت وجدت الألـم مرتسماً على وجهه لأن النغم لا يلبي الصوت، ولأن الجمهور الذي يدبك على قرقعة الطناجر لا يعرف الفرق بين صوت (ألغراب) وصوت (البلبل)، المهم أن يطبّلوا له كي يرقص. 
   أغنيات يوسف رحمه أشهر من نار على علـم، فلماذا لا تتدرّب عليها فرقنا الموسيقيّة، احتراماً لفناننا الكبير، ورحمة بنا وبفنّنا المهجري.
   إلى أن نصبح محترفي كلمة ولحن وموسيقى، سنظل نصغي لصوت يوسف رحمة، وسنظل متجاهلين كل ما حولنا، حتى النشاز الموسيقي.
   حماك اللـه يا يوسف، وحمى أوتار حنجرتك الذهبيّة.
**